الخميس، 10 سبتمبر 2009

الفرق بين الإنسان والحيوان

إن نظرنا إلى الإنسان والحيوان , سنجد أن كلاهما جسد مادى عضوى , يتكون من عدد من الأعضاء منها الرأس وهو العضو المسؤول عن التحكم فى بقية الجسم.

كلما كبر حجم الدماغ بالنسبة إلى جسد الحيوان كلما زاد زكاؤه وقدرته على التعلم , فالإنسان صاحب أكبر دماغ بالنسبة إلى جسده , وبالتالى فهو أزكى الحيوانات وأقدرهم على التعلم والإبتكار.


ولكن هل يمكننا الإفتراض أن الفرق بين الإنسان والحيوان فرقين :

1 القدرة الكمية , فالإنسان يستطيع معالجة وتخزين معلومات أكبر من بقية الحيوانات , وبالتالى ما يمكن أن يتعلمه الإنسان فى ساعة يستطيع أن يتعلمه القرد فى يوم مثلاً , ولكن هذا لا يعطينا خط فاصل فى الفرق بين الإنسان والحيوان , فمعالج Pentium II يستطيع القيام بنفس المهام التى يقوم بها المعالج Pentium IV ولكن بصورة ابطأ بكثير , ورغم ذلك فكلاهما معالج.

2 العلوم الأولية الموجودة بعقله , فيكون الإنسان مزود بعدد أكبر من البدهيات من بقية الحيوانات وبالتالى يستطيع الفهم والإبتكار بعكس بقية الحيوانات المزودة بعدد من البدهيات أقل من الحد الأدنى اللازم للإبتكار.

فمثلاً الإنسان إن تدحرجت كرة ما تجاهه , فإنه لن ين ينظر إلى الكرة , بل سينظر إلى مصدر الكرة , أما إن تدحرجت الكرة تجاه حيوان أقل زكاء كالقط أو الكلب فسينظر إلى الكرة وسيعبث بها دون النظر إلى مصدرها.

ففى حالة الإنسان , يكون الإنسان عالماً بمبدأ السببية كعلم بديهى ( فقد نظر إلى مصدر الكرة ) , أما فى حالة الحيوان الأقل زكاءاً فلا يعلم هذا العلم ( مبدأ السببية ) أو ربما كان علماً إكتسابياً وليس بدهياً.

هذه فرضية لمحاولة تفسير الفرق بين الإنسان والحيوان , طبعاً تحتاج إلى بحث علمى وجهد مضن , وحتى وقت هذه الأبحاث , تظل مجرد فرضية لا أكثر.

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

الفرضيات

هنا أسرد كل فرضية أجدها ضرورية لإكمال هذه الرحلة المؤلمة فكرياً :


الفرضية الأولى : الأحكام العقلية هى أحكام صحيحة تماماً ولا يمكننى التشكيك بها سواء كان يمكن أن يخلقنى الله بأحكام متناقضة عما هى معى أم لا.


الفرضية الثانية : انا إنسان ويوجد بشر آخرون مدركون وليسوا مجرد آلات لا تدرك.


الفرضية الثالثة : البشر متماثلون من حيث البدهيات وطريقة التفكير , فما يصلح دليلاً عندى يصلح دليلاً لكل إنسان.

هل يمكن الإستدلال ؟؟؟

جميع استدلالاتنا مبنية على فرضية واحدة , هى فرضية التماثل.

فانا أريد أن أثبت امراً , فأفترض أنى أمام إنسان مماثل لى من حيث الأحكام البدهية وطريقة التفكير والإدراك , فعندى مثلاً أن وجود المعلول مساوق زمانياً لوجود علته ولا يسبق أحدهما الآخر بالزمان , وهذا أمر بدهى عندى , ولكن هل يمكن الجزم بأن كل البشر عندهم هذا الحكم صحيح فضلاً عن أن يكون بدهى ؟؟؟

لا يمكن الإستدلال على ذلك ولكننا نفترض ذلك , لأننا لو لم نفترض ذلك لسقط كل إستدلال ولما كان هذا اللفظ ( دليل ) له أى قيمة أو معنى.

إن الروبوتات الآن تقترب أكثر فأكثر من الإنسان , فتقترب من الشبه الخارجى له وتستطيع أن تعمل نفس الأعمال التى يقوم بها الإنسان وبنفس الشكل , بل إن اليابان أنتجت الروبوت الذى يلقى شعراً , والروبوت الذى يتعلم من خلال التجربة والخطأ وليس من خلال برنامج معد مسبقاً تماماً مثلا الإنسان , بل إنه بعد فترة تعلم مهارات الإتصال communication skills من خلال التجربة والخطأ !.

ولكن هل يعنى ذلك أنه مثلى ؟ لا أعتقد.

إذاً ربما من ينكر امراً بدهياً عندى هو ليس صحيحاً عنده بالفعل فضلاً عن أن يكون بدهى , صحيح أن الإحتمال الأكبر أنه كاذب أو أنه واقع تحت شبهة فى مقابل بديهة , ولكن يوجد إحتمال صغير جداً جداً بأنه صادق وأن الأحكام عنده مختلفة عما هى عندى.

بالتالى يجب علىّ أن أحدد جيداً ما هو البديهى وما هو الصحيح بالنسبة لى , ومن يخالفنى فى البديهى أعتذر له عن إكمال الحوار ولا أتهمه بالكذب أو الجنون !.


من الطريف ايضاً أن إستخدام ما يسمى بالطريقة العلمية مبنى على فرضيتان :

1 النتائج العلمية قابلة للتكرار والإستعادة , فنفس الظروف دائماً تعطى نفس النتائج فى نفس التجربة بغض النظر عن الذى يقوم بإجرائها.
2 الطبيعة خاضعة لمبدأ السببية , أى أن العلاقات الإرتباطية بين السبب والنتيجة تحدد ما يحدث نتيجة لظروف أو شروط ابتدائية معينة.

وكلاهما فرضيتان لا يمكن الإستدلال عليهما !

الخميس، 3 سبتمبر 2009

الزمن

يمكن إنتزاع مفهوم الزمن وإدراكه عند النظر إلى أى تغير , فمثلاً عند النظر إلى هذه الصورة المتحركة :



يمكننا القول أن رؤيتك للطيور فى الجانب الأيسر من الصورة حدثت قبل رؤيتك للطيور فى الجانب الأيمن , ورؤيتك للطيور فى الجانب الأيمن حدثت بعد رؤيتك للطيور فى الجانب الأيسر , فهنا حدثت الرؤيتان فى زمانين مختلفين أحدهما أتى بعد الآخر , وكلما حدثت تغيرات أخرى كلما قلنا أن الزمان قد مر.

هذا ما نعنيه بالزمان.

فهل الزمن وجود يغاير وجود الأحداث ؟ أم أنه مفهوم مجرد لا يوجد خارج الذهن , فهو فقط تقدير للتغيرات والاحداث ؟

لنأخذ إحتمال وجوده , الزمن إما أنه يتغير , وإما أنه ثابت لا يتغير.

لو كان الزمن وجود ثابت لا يتغير فهو لا يعنينا وهو ليس مقصودنا , حيث أننا نقول أن الحدثين يقعان فى زمانين مختلفين أحدهما قبل الآخر , وبالتالى فهناك تغير , وبالتالى القول بأن الزمان وجود ثابت لا يعنينا من قريب أو من بعيد , بل لا يصح تسميته زمن اصلاً.

إذاً لو كان الزمن وجود فهو متغير قطعاً.

لنفرض أن المتغير T هو المتغير الذى يعبر عن قيمة الزمان المتغيرة , بما أن الزمان متغير فهو إما تغير متصل أو تغير متقطع كمى.

معنى التغير المتصل هو إمكان رسمه على صورة خط متصل غير متقطع تحت أى مقياس رسم , معنى هذا أن المتغير T يجب أن يأخذ جميع القيم الحقيقية أثناء تغيره , وهذا بالطبع مستحيل.

فهنا إستحالتين للزمان المتغير تغير متصل :

الأولى : هى أن معنى التغير المتصل أن قبل إنقضاء فترة زمنية ولتكن ثانية , يجب قطع نصف ثانية , وقبل إنقضاء نصف ثانية يجب إنقضاء ربع ثانية , وهكذا , فهذا معناه أن شرط إنقضاء الزمان هو إنقضاء فترة زمنية لا يوجد أصغر منها , وهذا مستحيل.

فيجب أن يأخذ المتغير T قيمتين حقيقيتين متتاليتين , بحيث لا يمكن أن تتوسطهما قيمة حقيقية أخرى , وهو مستحيل , حيث أن بين أى عددين حقيقيين يوجد ما لا نهاية من الأعداد وبالتالى لا يوجد مثل هذا التغير , وبالتالى يستحيل أن يكون الزمان وجوداً.

الثانية : بغض النظر عن عدم وجود مثل هذه القيمة التى لا يوجد أصغر منها ولا تساوى الصفر والتى سنيميها θ , فإنه يوجد إستحالة أخرى , وهى أن الزمن T حتى يتغير من القيمة ( 0 ) إلى القيمة ( 1 ) على سبيل المثال , فإنه يجب أن يأخذ ما لا نهاية له من القيم قبل الوصول إلى القيمة النهائية وهو محال.

فالقيمة الإبتدائية للمتغير T هى الصفر , وستزيد بقيمة متناهية كل مرة مقدارها θ فتكون صورة التغير فى قيمته هى :

T = 0 , θ , 2θ , 3θ , 4θ , 5θ , 6θ , ....... etc.

وهى كلها قيم متناهية , فالقول بأن قيمة المتغير T ستصل إلى القيمة 1 معناه أخذه قيمة تساوى مالانهاية من قيمة θ , وهو محال , حيث أن قيمة العداد قيمة متناهية , ومعدل الزيادة قيمة متناهية ايضاً , وبالتالى كلما نظرنا إلى قيمة المتغير T سنجدها قيمة متناهية , ولن تصبح ابداً تساوى ( ما لا نهاية ) إلا بعد إنقضاء ما لا نهاية له من الزمان , فإذا كان المتغير T هو متغير الزمان , فكأننا نقول ( لن تصبح قيمة المتغير T تساوى ما لا نهاية من θ إلا حينما تساوى قيمة المتغير T المالانهاية , وهذا دور منطقى محال ).


إذاً بتقديم هتين الإستحالتين , يتضح إستحالة كون الزمان يتغير تغير متصل , بل إن كان موجوداً سيكون تغير منفصل من خلال القفز أو الطفرة.

فتكون قيمة المتغير T هى ( 1 ) ثم يأخذ القيمة ( 1.1 ) دون أخذ أى قيمة بين هتين القيمتين.

ولكن هل هذا الفرض صحيح ؟؟؟

التغير الكمى

لا يوجد فى الحقيقة أى تغير متصل , وما أعنيه بالإتصال هو إمكان رسم خط متصل لدالة التغير تحت أى مقياس رسم , ومهما كان مقياس الرسم كبير فإن الخط يظل خطاً متصلاً.

فهذا معناه أن المتغير X لكى يكون تغيره تغير متصل فيصل من القيمة الإبتدائية δ إلى القيمة النهائية ζ فإنه يجب أن ياخذ جميع القيم الحقيقية المحصورة بين القيمتين , وهو مستحيل.

فمثال على ذلك الحركة , فحركة جسم من نقطة ( i ) إلى النقطة ( f ) يعنى المرور بجميع النقاط المحصورة بين النقطتين , فشرط قطع المسافة الكلية هو قطع نصف المسافة , وشرط قطع نصف المسافة هو قطع ربع المسافة , وشرط قطع ربع المسافة هو قطع ثمن المسافة , وهكذا فيكون هناك ما لا نهاية له من الشروط الواجب تحققها قبل بدء الحركة وهو مستحيل.

فشرط الحركة من مكان لآخر هو قطع مسافة لا يمكن قطع مسافة أقل منها , وهذه المسافة لا توجد فى الحقيقة , حيث أن أى مسافة لا تساوى الصفر تقبل التقسيم إلى ما هو أصغر منها , وبالتالى يستحيل قطع مسافة لا يمكن قطع أصغر منها , وبالتالى لا يتحقق شرط الحركة وبالتالى يستحيل الحركة ويستحيل التغير المتصل فى المكان !.


نفس الأمر ينطبق على التغير الزمانى , فيستحيل وجود الزمن المتصل المتوهم , لأن الزمن إما ثابت لا يتغير وفى هذه الحالة لا يعنينا ولا يحق لأحد أن يربطه بالأحداث , وإما أنه يتغير ويزداد , بالتالى إما أنه يتغير تغير متصل , وإما أنه يتغير تغير متقطع.

ويستحيل أن يتغير تغير متصل , حيث شرط إنقضاء ثانية , هو إنقضاء نصف ثانية , وشرط إنقضاء نصف ثانية هو إنقضاء ربع ثانية , وهكذا , فيكون شرط إنقضاء الزمان هو إنقضاء زمن لا يوجد أصغر منه , وهذا الزمن غير موجود حيث أنه لا يساوى الصفر , وبالتالى يقبل التقسيم !.

بالتالى يستحيل وجود الزمان المتوهم المتصل , بل هو عبارة عن مقدار الأحداث الواقعة ونسبة حزمة من الأحداث إلى حزمة أخرى من الأحداث مأخوذة كمرجع !.

نفس الأمر ينطبق على التغير فى درجة الحرارة , فلكى تتغير درجة حرارة جسم ما تغير متصل , فيجب أن تتغير درجة حرارة الجسم بمقدار لا يمكن التغير أقل منه , وبما أن هذا المقدار لا يساوى الصفر ( وإلا لما كان هناك تغير ) فهو يقبل التقسيم وبالتالى يوجد مقدار أقل منه وبالتالى يستحيل التغير المتصل , وبالتالى يكون التغير فى المكان والزمان والحرارة وغيرها من التغيرات المختلفة تغيرات كمية , من خلال الطفرات أو القفزات , فتكون درجة الحرارة ثابتة على قيمة , ثم تتغير إلى قيمة مختلفة تماماً عن الأخرى !.


لا يوجد تغير متصل , إنما هو تغير كمى !!!

الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

الإرادة

تعريف الإرادة هو تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه.

وفى الإرادة مذهبان :

1 الإرادة الحادثة , وهو مذهب المعتزلة.
2 الإرادة القديمة , وهو مذهب الأشاعرة.

بالنسبة للإرادة القديمة :

1 إذا كان التخصيص قديم , فمن ضمن التخصيص هو تخصيص زمن وقوع الممكن.

ولكن تخصيص الزمان لا يخرج عن إحتمالين , إما أنه زمان معين , وإما أنه زمان مقدر.

فالزمان المعين مثل أن يخصص الله قوع الإنفجار العظيم فى الزمن t = δ ويخصص تكون الأرض فى الزمن t = λ.

ولكن هذا التخصيص مستحيل , حيث أنه يعنى وجود ما لا نهاية له من الأزمنة بحيث يخصص كل حدث بزمن معين.

والزمان المقدر مثل أن يخصص الله تكون الأرض بعد الإنفجار العظيم بزمن قدره t = δ , ويخصص وجود الحياة على الأرض بعد الإنفجار العظيم بزمن قدره t = λ , أو بعد تكون الأرض بزمن قدره t = ζ , فيقدر زمن وقوع كل حدث بالنسبة لحدث آخر.

فهنا إما أن كل حدث زمن وقوعه مقدر لحدث آخر , فيكون التخصيص مستحيل للزوم الدور فى أحد التقديرات , فإن تم تقدير زمن كتابتى بالنسبة لميلادى , وزمن ميلادى بالنسبة لتكون الأرض , وزمن تكون الأرض بالنسبة للإنفجار العظيم , وزمن الإنفجار العظيم بالنسبة لأول حدث , فكيف خصص زمن وقوع أول حدث ؟ هل لحدث يسبقه ؟ لا يوجد ما يسبقه , هل لحدث بعده ؟ يلزم الدور فيكون هناك حدثين كلاهما مقدر بالنسبة للثانى فلا يحدث شيئاً أصلاً.

وايضاً نفس الأمر إن تم إتخاذ حدث بعينه كمرجع لبقية الأحداث , فكيف يتم تخصيص زمن وقوعه هو ؟؟؟ لا يمكن.


إذاً التخصيص المبنى على الزمن المقدر باطل كما هو الحال فى الزمن المعين , وبالتالى يبطل التخصيص القديم.

2 ما الفرق بين المخصِص القديم , وبين آلة قديمة مكتوب بها برنامج كمبيوتر يخصص زمن العمليات التى ستجريها الآلة منذ الازل ؟؟؟

لا فرق , فهنا الآلة تفعل حين يحين الموعد المكتوب فى البرنامج , والإله الذى يفعل حين يحين الموعد الذى تم تخصيصه منذ القدم.
البرنامج المكتوب فى الآلة قديم , والتخصيص قديم.

إذاً لماذا نقول أن الله حي مريد ونحن لا نستطيع التفرقة بينه وبين آلة قديمة إن صح التخصيص القديم ؟؟؟

3 التخصيص هو فعل , فهل يصح الفعل القديم ؟؟؟

4 الحادث لا يحدث إلا إذا حدثت علة تتسبب فى وجوده , أو يتجدد ويحدث شرط لوجوده , فما دام الحادث قد حدث فهناك إما علة حدثت أو شرط تجدد , فالسؤال الآن عن أول حادث.

بما أن هذا الحادث هو أول حادث , ولا حدث قبله , فأمامنا الآن ( إرادة قديمة ) و ( ممكن حادث ) , فما الذى تجدد أو حدث ليتسبب فى حدوث هذا الحادث ؟

هل حدث زمان الوقوع الذى تم تخصيصه من قبل الإرادة القديمة ؟ لا يوجد زمان , إذاً ما الشرط الذى تجدد أو العلة التى حدثت ؟ لا يمكن أن يخرج عن الإرادة , فالإرادة هى اول حادث بلا شك.


يكفى هذه الإعتراضات اليوم.


بالنسبة للإرادة الحادثة , فهى ما أقول به , ولكن الا يعتبر هذا خرقاً للبديهة العقلية ( بطلان الترجح من غير مرجح ) ؟؟؟

ولكن ما الفرق اصلاً بين الجماد وبين المريد ؟؟؟

الجماد مثل الروبوت يفعل لعلة , والمريد تقولون يجب أن يفعل لعلة , فما الفرق ؟ وما معنى الإرادة إذاً ؟؟؟

إن كان الفاعل يجب أن يفعل لعلة , فلا فرق بين أى شئ , لا فرق بينى وبين الحجر وبين أى شئ ينسب له الحياة والإرادة إن كان يفعل لعلة , فلم خصصنا بعض الأشياء بإسم المريد , وحرمنا البقية من هذا الإسم ؟ والا يكون ذلك عبث لا معنى له , فيكون لا معنى للحياة ولا للإرادة , وتكون مجرد ألفاظ لا معنى وراءها ؟؟؟


إن الإرادة لا يمكن البرهنة عليها , ولكن يمكن تقليل الخوف من القول بأن الإرادة الحادثة تخرم مبدأ بطلان الترجح من غير مرجح , فعند النظر إلى العلم أو الإدراك , ستجد أنه معنى مختلف تماماً عن المعانى المادية المجردة , لا يمكن البرهنة عليها , ولكن بكثرة التفكير ستدرك أن هناك معنى لا مادى موجود هو إدراكك لذاتك والأشياء.

ستدرك أنك تعلم بمعنى يخالف تخزين المعلومات فى الكمبيوتر , فعلمك ليس مجرد صفر وواحد على صورة 1001101101 , بل هو معنى وجودى يغاير ما تعرفه فى الحياة , كذلك الوجود والحياة كلها معانى غير مألوفة ولا يمكن تعريفها ولا يمكن البرهنة عليها , وإنما أنت تدركها بإستمرار التفكير.

كذلك الحال بالنسبة للإرادة , فهى معنى وجودى وظيفته هو التخصيص الحادث غير المعلل بعلة.


بصراحة انا محتار بشأن هذا الأمر , لكن ما العمل ؟؟؟